مفهوم التوازن الحلزوني

Reem
4 min readMay 5, 2021

حينما انتهيت من الكتابة وجدت ميديم عارضين هذا الشكل في لصفحة الرئيسية للموقع، واخترت أن أضيفها لصفحة العرض. في البداية أود التنبية أنني حاولت التأكد من مصدر الفكرة إلا أنني فشلت في البحث عن زارع هذه الفكرة في عقلي، ربما يكونوا عدة زارعين وربما أنني بدأت بالعمل كزارع — على كل حال سأضيف المصدر ما إن أجده —

كل احتمالات أو مواقف الحياة التي نختارها يوجد لديها احتمال مختلف مضاد لها أو معاكس، حينما نختار الوصول لأقصى اليمين مع مرور الوقت سنتغير و نختار أن نصل لأقصى اليسار، ومع مرور الزمن سندور بين هذين الاحتمالين للوصول لنقطة التوازن. كثير من الأحيان حينما نكون في اختيار أقصى الطرفين نتذكر أننا كنا في الماضي في أقصى. الطرف الآخر نتسأل لماذا كنا نؤمن بهذا الخيار ولا نستوعب أن أقصى اليمين هو الذي دفعنا لأقصى اليسار بطريقة أو بأخرى.

نحن كأشخاص نمشي في الحياة ونختار خيارات كثيرة لكن لو ركزنا سنلاحظ أننا نمشي في شكل حلزوني يصل بنا للتوازن.
سأبدأ في إيضاح الفكرة من خلال الرسمة في الأسفل اعتقد أنها ستكون أوضح وأسرع في إيصال الفكرة، لنفترض أن السهم الرمادي يمثل موضوع محدد في الحياة أو دعني أقول احتمالات الحياة والخط الأزرق يمثل مرور الزمن أو نحن بعمر معين، التقاء الخط الرمادي بالخط الأزرق “الدائرة الصفراء” تمثل اختيارنا رأينا أو نظرتنا تجاه موضوع في لحظة معينة، النقطة الحمراء تمثل نقطة التوازن تجاه أي منحنى في الرسم (أي موضوع في الحياة ) حاول أن تفكر في اختيار واضح في حياتك أو موقف تجاه موضوع معين لتستطيع إسقاط الرسم عليه وأبدأ معنا في الخريطة
بدأنا حياتنا (اتبع الخط الأزرق) ووصلنا إلى أول دائرة صفراء والتي هي أول اختيار تجاه موضوع معين في لحظة معينة، هنا لا يهمنا مدى صحة الاختيار — هذه الدائرة قد تمتد إلى شهر من حياتنا أو سنة أو سنوات — وبطبيعة الحال استمرينا في الحياة وفي التغيير وبدأنا نكمل الخط الزمني (الأزرق) ووصلنا لدائرة صفراء أخرى معاكسة للدائرة الأولى هنا اتخذنا اختيار معاكس واستمرينا في الإيمان بصحته وربما الدفاع عنه ضد من اختار الخيار الأول. استمرينا في الدائرة الصفراء الثانية لفترة من الزمن ثم عدنا للتغيير مره أخرى وأكملنا السير في الخط الزمني الذي أعادنا بشكل أو بآخر مره أخرى لدائرة صفراء أخرى و في موقع مختلف، نحن بنفس اتجاه الخيار الأول إلا أننا بموقع مختلف يختلف بدرجة ما هنا، وهكذا نستمر نتنقل بين الحدين للوصول لنقطة التوازن. مواقع النقاط الصفراء مع مرور الزمن تقترب أكثر للنقطة الحمراء” نقطة التوازن”.المسافة بين الدائرة الصفراء والحمراء تمثل حجم الاستهلاك الذي يحصل لطاقتنا بسبب هذا الاختيار كلما قلت المسافة كلما قل استهلاك هذا الاختيار لطاقتنا

في الدائرة الصفراء الأول استهلكنا الكثير من الطاقة على هذا الخيار، ربما اهدرنا الطاقة في الدفاع عن الخيار محاولين تأكيد صحته وأنه أفضل خيار لهذه المساءلة، ربما أضعنا الكثير من الطاقة في اختيار صعب متجاهلين الخيارات الأسهل — استمرينا بدفع العجلة بالشكل المربع وليس الدائرة — ، ربما فقدنا الصحة لتبنينا عادات صحية خاطئة معتقدين صحتها.
اعتقدت لفترة من الزمن أن النظام النباتي مفيد أكثر من أي نظام ثم انتقلت لرأي أنه سيء ولا يشكل نظام غذائي متوازن لتعود لنقطة دمج الأنظمة الغذائية وهكذا. نقطة التوازن لا تسبب لك أي أضرار لا تستهلك طاقتك وصحتك لا تزعجك أو تعطيك شعورًا سيئًا. وهنا لابد أن نعي أن نقطة التوازن مختلفة لدى كل شخص في مساءلة محددة، قد تكون نقطة توازني بدمج الأنظمة الغذائية لأني لا أؤمن بإضافة كبسولات للحصول على العناصر المفقودة، بينما شخص أخر لا يوجد لديه اعتراض على الكبسولات يكون النظام النباتي هو نقطة التوازن لديه

الرسم التالي يوضح الفكرة من منظور لو افترضنا أن الحدين سلبي وإيجابي القمم والقيعان تمثل الدوائر الصفراء (اختيارك تجاه موضوع معين)، ومع مرور الزمن وخوضك القمم والقيعان تصل لنقطة التوازن

هل التوازن يعني الحيادية؟
التوازن لا يعني الحيادية. يعني أنك لن تكون مفرط أو متشدد لرأيك،وأنك تعي أن للرأي مجموعة عوامل وتفهم أن لمتبني الرأي الآخر عوامل حياتية مختلفة عنك. أنت حينما تؤمن بوجود نقطة التوازن تؤمن أن اختياراتك في الحياة ما هي إلا اختيارات طبيعية جدا لا تُعرف شخصك أمام الآخرين ولا تشكل صورتك هي مجرد اختيار من دون إضافة أي ميزة أو عيب لك. كما أن وصولك لنقطة التوازن يضمن لك أنك لا تسهلك طاقتك تجاه كل الاختيارات التي تتبناها في حياتك لأنك تعي أنها اختيارات لفترة معينة من حياتك قد تتغير يوما ما.

لماذا مفهوم التوازن الحلزوني مفهوم مطمئن؟
أنت حينما تكون في أقصى اليمين تذكر أنك بطبيعة الحال سوف تترك اليمين وتتجه لليسار يوما ما فحاول أن لا تقاوم التغيير — لا تجعل اختيارك (الرأي أو الموقف) يأخذ الكثير من عمرك تقبل تغيير رأيك وأعطي نفسك مساحة لتجربة جميع الاختيارات أو على الأقل التعرف عليها — سرع حركة حلزونك الخاص للوصول لنقطة التوازن
أيضاً أنت حينما تكون في اتجاه ما وتتذكر أنك كنت في الاتجاه الآخر لن تلم نفسك، الاتجاه الآخر أو دعني أقول تطرفك في الاتجاه الآخر هو الذي أوصلك لما أنت عليه الآن بالإضافة إلى أنه جعلك تقترب لنقطة التوازن

في النهاية، النقطة التي يجب التنوية عليها أن كلا الرسمين يمثلان شكل منتظم للفكرة إلا أن الرسم الحقيقي يختلف من شخص لآخر، يختلف الشكل الحلزوني بطوله واتساعه وتختلف القمم والقيعان بالحجم والعدد والتقارب، ليس كلنا نصل لنفس الشكل الحلزوني ولا لنفس القمم والقيعان ولا بنفس المسافة الزمانية؛ لكل منا شكل رسمته الخاصة. أيضًا، هنا لا أدعوك للحرب مع النقاط الحمراء للقبض عليها بل البحث عنها بكل اطمئنان. أؤمن ب مفهوم التوازن الحلزوني واجعله مبدأ لديك وأؤمن أنه كذلك خاضع لنفسه وربما يتغير يومًا ما.

--

--

Reem

جميع الأفكار والأفكار والأفكار * ما زلت في مرحلة البحث عن نبذة مناسبة *