خارج القطيع

Reem
3 min readMay 22, 2020

الخروج عن القطيع للانضمام إلى قطيع آخر

كنت في حوار مع صديقتي وكنت أذكر لها ملاحظة أنني تركت التفكير داخل صندوق أفكاري القديم وبتعبير لمحاولة توضيح فكرتي قلت “ بدلت صندوقي “. نعم أنا لم افكر خارج الصندوق إنما اتجهت من صندوق أفكاري الأول إلى صندوق جديد

غالبية البشر تبحث عن التميز والابتعاد عن القطيع التقليدي أو المعتادة عليه. لذلك نتجه لكوننا مناقضين كإشارة أو رسالة لتوضيح تفردنا. نحن ننسى أن الجميع يتشاركوا في نفس الطبيعة وأنه لا يوجد شيء فريد بكوننا مناقضين للمجموعة أو القطيع.

ربما يكون بسبب وجود فكرة ما زرعت داخلنا أو بسبب طبيعتنا البشرية نبحث دائما عن الكلمات المتفردة، عن التفسير البديل للأحداث والمواقف، نقرأ الفكرة المختلفة للجملة. لذلك غالبا ما تمر على الإنسان لحظات يعتقد أنه الإنسان الوحيد الواعي وأن الجميع لا يتعدى تفكيره بمواقف وأحداث يومه. يجب علينا حينها أن نلاحظ أننا قد نشعر أننا نبتعد عن الأفكار الرائجة والسائدة ونتخذ موقف فريد بشأن موضوع أو حدث معين بينما كل ما نقوم به هو في الحقيقة تحويل أفكارنا من المجموعة الأولى إلى المجموعة الثانية والتي قد تبدو مميزة لكنها في النهاية مجموعة. أنت حينها تنضم لقطيع مختلف عن قطيعك المعتاد عليه.

تساؤل كيف لا ننضم للقطيع ونكون بشكل حقيقي منفردين؟

أول فكرة خطرت لي — و اعتقد أنها صائبة بشكل ما — أنها تركز على “عدم الهجوم على قطيع الفكرة الأولى”، اعتقد حينما تتخذ رأي معين تجاه موضوع وقبل ما تكتشف وجود مناصرين أو أتابع لهذا الرأي كانت في الحقيقية لحظة بناء رأيك الحقيقي النابع منك من أفكارك ومن محصولك المعرفي وتجاربك الشخصية، بعدها بحثت عن هذا الرأي لتجد مناصرين يضمونك لمجموعتهم ويدعونك لمحاربة الرأي الرائج.

المسافة أو الوقت من اتخاذك رأيك الخاص وقبل اكتشاف المجموعة الثانية هي مساحة الانفرادية التي تجعلك شخص مميز ومستقل فكريًا. حسب ما أرى وجودك في هذه المساحة وعدم بحثك عن ما يثبت رأيك بأنه صائب هي بالضرورة تثبت عن وجود رأيك المستقل الذي لا يعتمد على مناقضة القطيع العام.

تذكرت حينها رايتشل في المسلسل الشهير فريندز في أول حلقاته حينما تحدثت مع والدها وردها على سؤاله لماذا تركت حفل زفافها قالت أنها خلال حياتها وكأن الجميع كان يقول لها أنها حذاء إلا أنها اليوم سألت نفسها ماذا لو لم أكن أريد أن أكون حذاء؟ ماذا لو كنت أريد أن أكون حقيبة؟ أو قبعة؟ حينها رايتشل لم تكن تملك أي فكرة عن ماذا تود أن تكون أو ماهي الحياة التي تريدها إلا أنها كانت تعلم أنها لا تريد أن تكون حذاء ( مساحة الانفرادية)

كما أننا بطبيعتنا البشرية المتغيرة قد نصل إلى أقصى الفكرة المناقضة والتي مع مرور الوقت تدعم تخلينا عنها والذهاب مره أخرى إلى مساحة الانفرادية والتي حينها قد نعود للفكرة الأولى بنسخة مطورها لها أو قد تكون تكونت لدينا فكرة ثالثة اعتمدت على الشخص الجديد أو النسخة الجديدة لنا. ستستمر وجود الأفكار السائدة المهم حسب وجهة نظري تجاهلها وبناء فكرتنا الخاصة، أيضًا من المهم أن نعي هذه الدائرة لتمديد فترة الانفرادية. أيضا اعتقد أنه يجب علينا ملاحظة أن عدم رغبتنا في تأثير الرأي الرائج والتفكير الجمعي ليس يدعو بالضرورة للرأي المناقض. ووجود احتمالات كثيرة وآراء مختلفة قد يساعدنا في تمويه الانقسامات وتلاشيها.

اعلم أنك سألت نفسك الآن كما سألت أنا نفسي، أن هذا الرأي داخل فكرة أخرى أو صندوق آخر، ربما قد يكون نعم داخل صندوق أخر إلا أنني أعتقد أن عدم مناقضة التفكير الرائج قد يتشكل بعدم تعريف الشخص بأنه من المجموعة الأخرى، التصريح للعالم بأنك لا تنتمي لأي مجموعة أو قطيع هو انضمام لقطيع آخر. كما أن بحثك عن التميز هو ضياع له كما هو الحال في البحث عن السعادة والحياة

--

--

Reem

جميع الأفكار والأفكار والأفكار * ما زلت في مرحلة البحث عن نبذة مناسبة *