مضخة السعادة

Reem
4 min readMar 21, 2020

من هو دوغ فورسيت؟

The Good Place فورسيت أسطورة المكان الجيد في مسلسل
بينما تمكن المسيحيون والبوذيون واليهود وما إلى ذلك من تخمين ما يحدث في الحياة الآخره بدقة تبلغ
حوالي٥٪ فإن دوغ فورسيت هو الشخص الذي حصل على حوالي ٩٢٪ من تخمين ما يحدث في الحياة الآخرة

شاهدنا في بداية المسلسل أن دوغ فورسيت اكتشف كيف تعمل الحياة الآخرة، حيث يشرح الأمر بأن كل فعل يقوم به الشخص يخلق عواقب متسلسلة طوال الوقت. لذلك هناك محاسب في مكان ما يقيس قيمة كل شيء نقوم
به، يتم الوصول إلى إجمالي النقاط لكل الأفعال التي يقوم بها الشخص أي يتم جمع كل النقاط الإيجابية والسلبية عند وفاة الشخص، إذا حصلت على درجة عالية بما يكفي ستنتقل للمكان الجيد إذا لم تحصل على درجة عالية سيتم إرسالك للمكان السيء.

مع ملاحظة أنه لن يتم احتساب أفعالك الجيدة لمجرد عملك لها بل حسب مفهوم القيم الأخلاقية يجب على المرء أن يكون لديه الدافع الأخلاقي المناسب لكي يحسب العمل كنقاط إيجابية. بدون ذلك لن يحصل المرء على النتيجة الإيجابية لأفعاله. للتوضيح أكثر لم يكون لتهاني الجميل أي رصيد على الرغم من أعمالها الخيرية لكون السبب أنها كانت تفعلها للتغلب على أختها والوصول لاستحسان والديها لها. كذلك عندما سمح القاضي بتجنب الموت للبشر وعودتهم إلى حياتهم لمحاولة معرفة ما إذا كانوا سيصبحوا أناس صالحين قيل لا يمكن إخبارهم بالحياة الآخرة لأنه إذا علموا سيكون الخير لأجل المكافأة فقط، ولن تحتسب أعمالهم.

بعد ما عرفنا كيفية تكوين الحياة الآخرة، يكمن صلب الموضوع عندما يزور مايكل وجانيت دوغ فورسيت لتعلم كيفية العيش بأفضل حياة ممكنة تمكن الأشخاص من الدخول للمكان الجيد وتحقيق أفضل درجة إيجابية. إلا أننا حينما نتعمق في حياة دوغ نلاحظ بوضوح أن حياته ليست حياة جيدة. دوغ شخص يأكل الفجل والعدس فقط، يشرب مياه بوله لأنه لا يريد انتزاع المياه العذبة من القنادس والأسماك لذلك لديه مرحض تسميد متصل بنظام لتنقية المياة لتعتبر مياة له، يتبنى كل كلب ضال، يتطوع باختبارات مستحضرات التجميل الكاوية على وجهه من أجل إنقاذ حيوانات المختبر، يتعرض للتعذيب بشكل روتيني من قبل جاره رايموند لأنه ينفذ له أي طلب مهين يطلبه فقط لأن الطلب يجعل رايموند سعيد. في نهاية الحلقة يقترح مايكل لدوغ أنه يسترخي لأنه لديه بالتأكيد نقاط كافية للوصول للمكان الجيد ليجيب دوغ أنه لا يستطيع المخاطرة ماذا لو كلفه فعل نقاط عالية بحيث لا يتم إرساله إلى المكان الجيد بسبب ذلك الفعل، ستكون النتيجة أبديه من التعذيب. حينما ننظر فإن السبب الوحيد وراء قيام دوغ بهذه الإجراءات هو تجنب العقاب الأبدي، تفتقر دوافعه إلى القيمة الأخلاقية. من أجل احتساب أفعاله، سيحتاج إلى القيام بأعمال جيدة من أجل القيام بأعمال جيدة.

Illustration by icons8

دوغ هو مثال مثالي على مدى فظاعة نظام النقاط. من خلال تكريس حياته كلها للقيام فقط بالأشياء الجيدة حول نفسه إلى مضخة السعادة وهو بدوره بائس. من خلال الاهتمام بالآخرين فقط ولا يسمح لنفسه بالاهتمام بسعادته أو رفاهيته. والذي اعتبرته جانيت مضخة السعادة وأنه انتقاد لنظرية النفعية

النفعية أو مذهب المنفعة: نظرية أخلاقية تنص على أن أفضل سلوك أو تصرف هو السلوك الذي يحقق الزيادة القصوى في المنفعة. مؤسس النفعية وصف المنفعة بخاصية أي شيء نتجت عنها فائدة، ميزة، خير، سعادة، أو تحول دون وقوع أذى، ألم،، شر، تعاسة على مصلحة طرف معين، المقصود بالطرف المجتمع بشكل عام

مضخة السعادة هو الشخص المهووس بتقديم الصالح العام على مصلحته الشخصية ودوغ مستعد للقيام بأي شيء لإسعاد الآخرين حتى لو أتعسه ذلك. مضخة السعادة هو مجرد شخص يتصرف بشكل غير أناني ومستدام، ويفعل أي شيء وكل شيء لإسعاد الآخرين على الرغم من التكلفة التي يتحملونها. لكن على ما يبدو لو أن قرر الجميع أن يكونوا مضخة السعادة، اعتقد أن المجتمع لن يتقدم لا أحد يخترع أي شيء خوفاً من إيذاء أي شخص أخر. أيضاً هناك انتقاد آخر لنظرية النفعية هو أن النظرية ستبرر العبودية، هذا طالما أن العبيد سعداء أو أن السعادة الإجمالية التي اكتسبها المستفيدون من العبودية.

لكن من خلال بحثي عن مضخة السعادة وجدت أن جوشوا غرين يرفض في كتابه Moral Tribes: Emotion, Reason, and the Gap Between Us and Them الاعتراض القائل بأن النفعية تحول ممارسيها إلى “مضخات السعادة” ، أو مانحين بدون قيود يساهمون للآخرين طوال وقتهم وأموالهم وطاقتهم. حيث يكاد لا أحد يريد أن يكون مضخة السعادة ، ولا أحد يريد محاكاة القلة التي تفعل ذلك. من ناحية أخرى،” إذا قمت بتحسين حياة مئات الأشخاص كل عام من خلال تبرعاتك الخيرية، لكن حياتك لا تزال سعيدة ومريحة ، فأنت نموذج يمكن للآخرين محاكاته.” إن إلهام الآخرين في مجتمعك على العطاء يخلق تأثيرًا مضاعفًا لا تفعله مضخة السعادة غير السعيدة.

وجود مضخات السعادة أمر منطقي، اللامنطقي أن يتحولوا مضخات السعادة لقدوة ويكتب عنهم المقالات والكتب. لا تقع بفخ أنك شخص سيء لا تستحق أن تكون في المكان الجيد لقراءتك لقصة شخص يشبه دوغ. لدي ما أخبره بك به في هذا الخصوص، إن في العالم ما يكفي من التعقيد، لا يكفي كوننا نعمل عمل ما معرف تحت نطاق عرفه الإنسان بكونه عمل أخلاقي وتحسب لنا النقاط. لا تهتم واسمع صوتك الداخلي ربما كونك شخص سعيد تهتم بسعادة نفسك خلال يومك تكون النموذج الجيد لكيفية عيش حياة صالحة وربما كونك تختبر كل اختبارات الحياة لك فقط بصرف النظرعن ردة فعلك تكون الشخص الجيد.

فيما بعد سأشارك المصادر

--

--

Reem
Reem

Written by Reem

جميع الأفكار والأفكار والأفكار * ما زلت في مرحلة البحث عن نبذة مناسبة *

No responses yet